منطقة البقاع شبه معزولة... الترشيشي لـ"بلوبيرد لبنان": طريق ضهر البيدر شريان حيوي ولا بديل عنه

منطقة البقاع أضحت شبهَ معزولةٍ، بعدما أدّت العاصفة الأخيرة إلى انهيار خطير على طريق ضهر البيدر، الذي يُعدّ شرياناً رئيسياً في ما يتعلّق بالتجارة ونقل البضائع والمنتجات الزراعية من البقاع إلى الساحل وبالعكس. وبالرغم من تحويل السير موقتاً إلى طريق ترشيش- زحلة الدولي، إلّا أنَّ الأخير لم يسلم بدوره من الأضرار والانزلاقات.

إهمال صيانة الطريق من جهة، ونقص التمويل من جهة أخرى دفعا بوزير الأشغال العامة والنقل على حمية إلى رفع الصوت أمام المسؤولينَ عن موازنة العام 2024، مطالباً الالتفاف حول موازنة الأشغال العامة التي رُصد لها فقط مبلغ 60 مليون دولار لصيانة الطرق، وهو لا يمثل 20% مما هو مطلوب على مستوى الصيانة، محذراً من أنَّ  عدم الصيانة المزمنة للطرقات، سيؤدي إلى تكرار مشاهد الانهيارات في أكثر من منطقة.

في السياق، اعتبرَ رئيس "تجمّع مزارعي البقاع" إبراهيم الترشيشي أنَّ "طريق ضهر البيدر يُعدّ الشريان الحيوي الذي يربط منطقة البقاع بالساحل وبالعكس، أي صلة الوصل بين الداخل والمنطقة الساحلية، وتمرّ عبره بشكل أساسيّ المنتجات الزراعية، ومصدرها الرئيسي الأراضي السورية أو الأردن أو العراق".

 ولفتَ الترشيشي في حديث لمنصة "بلوبيرد لبنان" إلى أنَّ "المنتجات التي تدخل البقاع من المناطق الساحلية هي أكثر بكثير من تلك التي تخرج منه، ويكون مصدرها مرفأ بيروت أو مرفأ طرابلس، إذ يجري نقل المستورَدات التي تغذي قطاعات الصناعة والزراعة، وتلبي حاجة المواطنين، إلى البقاع".

كما تطرّق الترشيشي إلى مسألة مرور صهاريج النفط عبر طريق ضهر البيدر، موضحاً أنَّ عددها يصل إلى نحو 300 صهريج يومياً بين مازوت وبنزين، إضافةً إلى المستلزمات الزراعية من أسمدة وأدوية ومعدات زراعية، وشحنات الأتربة الآتية من شكا وسبلين، وكذلك الترانزيت الذي يعبر طريق ضهر البيدر باتجاه سوريا والعراق آتياً من الموانئ البحرية.

وعن إمكانية وجود طريق بديل، أكّد الترشيشي أنَّ "طريق ضهر البيدر هو الحياة للبقاع، خاصةً وأنَّ بقية الطرق المتوفرة التي تربط الساحل بالبقاع غير كافية وغير عملية، وبالتالي معرّضة بدورها إلى الانهيار أو الإقفال بسبب تراكم الثلوج، عدا عن أنّها غير مؤهلة لسلوك شاحنات بالأعداد التي يستوعبها طريق ضهر البيدر".

وأضاف الترشيشي: "هناك عدّة طرق تؤدي إلى البقاع، لكنها أطول وأكثر كلفة، منها طريق الأرز، وطريق القبيات الذي يؤدي إلى عكار-الهرمل، وطريق فاريا حدث بعلبك، طريق ترشيش، وطريق من البقاع إلى مرجعيون نحو الجنوب"، لافتاً إلى أنّ "كلفة نقل كل طن من الساحل إلى البقاع أو العكس تبلغ اليوم 10 دولارات، إنما في حال سلوك أيّ طريق آخر، فسترتفع كلفة النقل حكماً إلى ما لا يقلّ عن 20 دولاراً وهذه كلفة كبيرة، ستنعكس على أسعار السلع، كما على حوادث سير، ما سيؤدي إلى إزهاق المزيد من الأرواح".

أمّا في حال أُقفل طريق ضهر البيدر بشكل نهائي، فاعتبر الترشيشي أنّ المتضّرر الأكبر هو الإنتاج الزراعي والصناعي والمحروقات، لافتاً إلى أنَّ "الحل الأمثل اليوم يكمن في إصلاح الطريق بأسرع وقت ممكن وقدر المستطاع، للحؤول دون انهياره بشكل كليّ".


ومع التحذير المستمر من المنخفضات الجوية المرتقبة، إلّا أنَّ المسؤولية تقع على عاتق وزارة الأشغال العامة والنقل، للمباشرة بإعادة تأهيل الطرق الدولية الأساسية وتدعيمها منعاً لأي حوادث كارثية، وبالتالي تفادياً لأي تداعيات سلبية سيتحملها حكماً المواطن اللّبناني، وكي لا تتحوّل نعمة الأمطار إلى نقمة على اللّبنانيين.